بعدما حصل في السليمانية، كثرت الإتصالات من الأهل والأصدقاء مطمئنين ومواسين لما حدث، فبارك الله فيهم لكن المفارقة أنني لم أكن مكترثاً كثيراً لما حصل ... فلم أندم على عدم القبول ولا حتى ندمت على الذهاب هناك ... ربما يكون هذا الشعور غريباً لكنه حقيقي!.

ربما تكون هذه الجامعة أفضل جامعة في العراق أو حتى أفضل من جامعتي الحالية لكن لا أدري.. ربما هي القناعة والرضى بالمقسوم التي تكفيني هم الندم، ورغم ما علمت عن هذه الجامعة وميزاتها لكنني منذ أول يوم كنت مستعداً للرفض ووضعته ضمن أحتمالاتي مع أنني بقيت 13 يوم أنتظر، لكن هذه الثلاثة عشر يوماً لم تضع هباءاً فقد تعرفت فيها على أصدقاء جدد وأستطيع أن أجزم أنهم الأمر الوحيد الذي تمنيت البقاء لأجله في السليمانية، ولكنها بقيت مجرد ذكرى أستأنس بها والحمد لله على أي حال ومئال.

بعد ما حصل لملمت أغراضي وعدت إلى بغداد في زيارة خاطفة (3 أيام) ورجعت إلى عمّان في نفس الجامعة، ومن منة الله وفضله أنني لم يفتني الكثير من الدراسة فقط أسبوع واحد حيث أن فترة العطلة الفصلية وافقت الرحلة إلى السليمانية في الوقت. والآن بعد مضي شهر كامل على وجودي في عمّان أصفه - الشهر - بأنه جيد والحمد لله فوضعي الدراسي لازال في نفس مستواه السابق، إن لم يتحسن (ربما!)، فأسنهي غدا الإمتحانات الأولى (First) في الفصل الحالي (الثاني) وأدعو من الله التوفيق.

أما على صعيد حياتي اليومية فقد تغير الروتين اليومي لدي كثيراً حيث أنني لم أعد أفتح الأنترنت مثل السابق بل تقلص الوقت إلى الربع تقريباً والسبب أن جلوسي سابقاً كان مبالغاً فيه وأثر على صحتي كثيراً فأنا أتكلم عن معدل جلوس يومي بقدر 4 ساعات لمدة 4 سنين كاملة! أجل 4 سنين، إضافة إلى محاولات نجحت نسبياً في القضاء على التسويف فهو يأكل الوقت أكلاً بدلاً من أن يوفره، وأحاول أيضاً الإلتزام بمواعيد جيدة للنوم فسوء تنظيم الوقت ومواعيد النوم كانت من إحدى خصائصي اللازمة.

وبالنسبة للنشاط في الجامعة فقد قررت أن أتدرب في هذه الفترة حالياً بمجال البرمجة وحل المشاكل المعقدة نسبياً، نية مني في التنافس في مباراة البرمجة العالمية ACM وعلى مستوى إقليم المنطقة العربية وشمال أفريقيا وإن أثبتت نفسي في المدة المحددة (قبل الشهر 11 سنة 2010) سأدخل في المنافسة بإسم الجامعة داخل فريق ثلاثي (أنا ومبرمجين آخرين(2))، لا أعلق من الأمل كثيراً عليها ولكنني في نفس الوقت سأفعل كل ما أستطيع لأن ما سأتدرب عليه سينفعني دوماً كمبرمج وإن لم أدخل في المسابقة، وسأكتب قليلاً عن تفاصيل وموضوع المسابقة فمن المهم أن يعرف عنها المهتمون بالبرمجة فحسب علمي أن كثيراً من الجامعات يتكاسلون عن الإنظمام لها خوفاً من أخذ مراكز متدنية فيها مما يسيء إلى سمعة الجامعة. وجامعتنا كانت ملتزمة بهذا الأمر سابقاً لكنني متخوف أن يكونوا قد إنظموا إلى طابور الجامعات المقاطعة لهذه المسابقة حيث أنهم لم يشاركوا فيها السنة السابقة!

وتحيتي لكل من يقرأ هذه المدونة ويشاركني في تطويرها ممن يكتبون التعليقات والردود أسفل المواضيع، فبارك الله فيكم.
وسأحاول في هذه الفترة أن أكتب بعض المقالات والكتابات المفيدة، وحسب المتوفر من الوقت.